جلال
أيام زمان (بقلم علاء الدين ) S4litbhoeik2
جلال
أيام زمان (بقلم علاء الدين ) S4litbhoeik2
جلال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جلال


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء

 

 أيام زمان (بقلم علاء الدين )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الادارة العامة

الادارة العامة


عدد المساهمات : 329
تاريخ التسجيل : 06/08/2011

أيام زمان (بقلم علاء الدين ) Empty
مُساهمةموضوع: أيام زمان (بقلم علاء الدين )   أيام زمان (بقلم علاء الدين ) Emptyالإثنين أغسطس 08, 2011 5:44 pm

أيام زمان


ظلام الليــــ ل

في رقراق الزمن الغابر عشت حياتي وسط ظلام دامس أنارته قلوب الناس الجميلة في هذا الزمان ، كنا نمشي وسط الشارع في الظلام
فتعلمنا الحذر نبحث عن موضع أقدامنا فلا نكاد نسير خطوة حتى نحسب لها ألف
حساب كي لا نقع وسط الحفر المختبئة تحت ظلام الليل البهيم
.

وكان هذا هو الدرس الأول
: صرنا نفكر قبل كل خطوة في مشاريع حياتنا ، في التعليم حسبناها كيف نخفف
عن كواهل الآباء التي عانت من شظف العيش وهي تبحث عن اللقمة وسط الحقول
تحت وطأة حر النهار فاقتصدنا في الإنفاق في الملبس فرأيت أناسا يرقعون
الثياب وبلا خجل يمشون بها وسط الناس وكيف لا وقدوتهم الصحابة والرسول صلي
الله عليه وسلم الذي روي لنا أنه ( كان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته )
.

واقتصدنا
في المأكل فرأيت أناسا يأكلون ( الدقة ) وهي عبارة عن ملح دق مع شيء من
البهارات وقد وضعها في علبة كبريت وتحت إبطه شقة عيش يقطع منها اللقمة تلو
اللقمة بعد غمسها في الملح ويحمد الله ، بل إني رأيت رجلا رحمه الله يأكل
العيش الحاف ( أي بدون غموس ) يقطع اللقمة ثم يرفعها في الهواء يغرف منه
ثم يضعها في فيه فقلت له ماذا تصنع قال : بغمس طراوة أي هواء ، وكيف لا
وقدوتهم رسول الله الذي كان يعيش علي التمر والماء وكان يدعو فيقول : (
اللهم اجعل رزقي كفافا ) وكان لا يوقد في بيته نار ثلاث ليال ، واقتصدنا
في الدروس الخصوصية فكان عار علينا أن نذهب إلي الدرس واعتمدنا علي
سواعدنا حتى أنهينا سنوات الدراسة بأقل نفقة ، وفي المواصلات كان الكثيرون
يقطعون الأرض مشيا علي الأقدام إلي مدارسهم بمدينة المنصورة رغم أن أجرة
الركوب وقتها كانت لا تتعدى قرشا واحدا " عشر مليمات " أي واحد من الجنيه
الآن وهو مائة قرش .

ومن القصص
الفريدة التي تحكي قصة كفاح جيل عاش علي الكفاف ونال الدرجات العلا قصة
عالمين جليلين كانا علي درجة كبيرة من العلم والتقي وحسن الخلق وكريم
الخصال هما من أبناء القلعة المباركة قلعة القرآن وهما الآن بين يدي
الرحمن حكي لي أحدهما قال : بينما كنا نتعلم في جامعة الأزهر بالقاهرة إذا
بالنقود نفذت ولم يكن معي ثمن رغيف العيش وكان الآخر يعمل مقيم شعائر
بالثانوية الأزهرية بالأوقاف ليكمل تعليمه فهو يعمل ويدرس في الوقت نفسه
فقلت لا نجدة إذن إلا بالوصول إليه أقترض منه مبلغا حتى أعود للقرية فأرده
إليه ولم يكن معي ثمن تذكرة الأتوبيس ( قرش صاغ ) في ذلك الوقت فمشيت علي
قدمي من جامعة الأزهر إلي بين السرايات في الجيزة وأخبرت الشيخ الودود
بحالي فأخبرني أن النفقة قد نفدت مني وما أنا منك ببعيد ، ولكن قم نذهب
إلي وزارة الأوقاف لعل الراتب يكون قد وصل وتوجهنا لنركب سيارة الأتوبيس
وصعدنا السيارة وجلسنا فمر علينا رجل ألقي السلام وسلم علي الشيخ فغمزني
الشيخ وقال قم ونزل من السيارة فظننت أننا أخطأنا في اختيار السيارة
المطلوبة ولما نزلت سألته ماذا حدث قال لي الشيخ إن الرجل الذي سلم علينا
عامل في المسجد الذي أعمل به وأنا ليس معي إلا أجرتي وأجرتك فقط وأحرجت
لأنني ليس معي أجرة ثالثة لهذا الرجل وأنا إمامه .. إلي هذا الحد ، وركبنا
سيارة أخري ودفع الرجل آخر مليم في جيبه ، ولما وصلنا إلي الأوقاف وجدنا
أن الراتب لم يصل ونفدت النقود من صاحبنا فأصبحنا في الهم سواء وقفلنا
عائدين علي الأقدام هو من وزارة الأوقاف إلي سكنه في الجيزة ( حي بين
السرايات ) وأنا من الأوقاف إلي الأزهر ننتظر معا فرج الله وكانت النفس
راضية .

إن خشونة العيش ليس عيبا بل إنها تصنع الرجال قال المبعوث رحمة للعالمين ( استخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم )
أما الدرس الثاني:
فقد كنا نذاكر دروسنا في لمبة جاز وأذكر أننا لم نجد يوما لمبة فذاكرنا
علي ضوء وابور الجاز وهو جد البوتاجاز اليوم فلم تكن الكهرباء قد دخلت
القرية بعد ، ولما أصبح هناك ماكينة ديزل بالوحدة المجمعة تنير الشوارع
ليلا حتى الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر في الصيف علي الأكثر والتي
كان يشرف علي إدارتها الحاج محمد أبو زيد الجمل يرحمه الله وكان رجلا
مخلصا في عمله كنا نخرج فنجتمع تحت لمبة الشارع نذاكر دروسنا ثم ننام ،
وعند الفجر نقوم فنصلي ونحن نسير في ضوء القمر وشعاع النجوم فتعلمنا معني
قوله تعالي ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) وكنا نحمد الله لأن شوارع
القرية المظلمة أرتنا آيات الله نتعظ بها ونعتبر .

وأما الدرس الثالث:
فقد تعلمنا من ظلمة شوارع قريتنا ومع هدوء الليل وسكونه غض أصواتنا حتى لا
نؤذي بها النائمون فكنت لا تسمع في جنح الليل إن كنت مستيقظا إلا همس
المارين بالشارع ، وتعلمنا معني الآية الكريمة التي قال الله تعالي فيها
في سورة لقمان (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير
) .

أما اليوم
فالشارع مملوء بعجيج وضجيج وسب ولعن دون حياء ودون حساب لمريض أو لحريم
وضاعت حرمة الطريق وكرامة الإنسان وكان طبيعيا أن تصاب الآذان بالصمم
والأعصاب بالتوتر ويرتفع الضغط أو ينخفض ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم .

أما الدرس الرابع:
فقد علمتنا ظلمة الليل أن نختار كيف نلعب .. كنا نلعب ( عسكر وحرميه )
فيجري العسكر خلف الحرمية الذين يختبئون في شوارع القرية المظلمة وتعلمنا
منها أن اللصوص مخطئون ولذلك يختبئون ويهربون .. فبعدنا عن الحرام ..
ونشأنا علي الفضيلة حتى ولو بتنا جائعين فأصبحت القيمة قانونا لا يمكن
الخروج عليه وفريضة يأثم من يتركها فأصبح المجتمع بقيمه مجتمعا ذا قيمة .

أما الدرس الخامس:
فعلمتنا ظلمة الشارع السمر الذي لا يضر والحوار الهادف فشبعنا أنسا وودا
وحنانا لأنه لم يكن هناك تلفاز أو حاسب آلي أو نت فكان الوقت متسعا لمثل
هذه الجلسات التي حرمنا منها اليوم ثم ماذا ؟ بعد ذلك النوم مبكرا والقيام
مبكرا فاستغني الناس عن جمع المال ببركة الرحمن وبدعاء النبي العدنان الذي
قال صلي الله عليه وسلم فيه ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) حيث توزع
الأرزاق في الفجر وعجبت لأناس ينامون إلي الظهر أني يرزقون .


وبعد

فالحضارة
يجب أن تفيد الإنسان لا أن تضره وأن تتقدم به لا أن تتأخر به ، وأن تزيده
ثباتا علي قيمه وأن ترتقي به لا أن تهبط به ، وأن تعلي شأنه لا أن تحط من
كرامته

· جميل
أن تضاء الشوارع ولكن أيضا يجب أن تضاء القلوب ، وجميل أن تتمتع بأطايب
الدنيا لكن دون أن ننسى ما علينا من واجبات نحو ربنا أولا ونحو العباد
ثانيا فلا نتنكر لصداقة ولا نقطع رحما ولا ننكر قيما كانت هي قيمة المجتمع
وقيمة من يعيشون في هذا المجتمع .


نداء

يا شباب
اليوم والغد يا من تقضون الليل عبسا وتنامون إلي العصر أفيدوا من الحضارة
بالقدر الذي لا يوقعكم فريسة لها واعملوا صالحا تجدوه عند الله إن يومكم
أفضل من أمسكم ولديكم القدرة علي فعل الكثير الذي ننتظره منكم وتنتظره
أمتكم منكم في عالم يموج بالكفر وتفضيل الذات ويستحل فيه الأخ حرمات أخيه
وارضي بالقليل من الحلال يجعله الله كثير .

خضت في
قاع الزمان أنضح منه ذكريات الماضي وأستخلص منه العبر وليأخذ منه كل منا
علي قدر ما يستخلص من بين السطور فإن ما بين السطور كثير وأنا لا أفضل
الأمس علي اليوم ولا اليوم علي الأمس إلا بقدر ما يعطي من قيم لأنني مؤمن
بأن من لا قيم له لا قيمة له فالإنسان بلا قيم إنسان بلا قيمة .

تذكر أخي الكريم مشروع استثمار الزكاة ( مشروع المليون جنيه ) جزاك الله خيرا وشكرا علي مرورك الكريم .
في يوم الأحد 12 صفر 1432هـ - 16 يناير 2011م .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://galal.forumegypt.net
 
أيام زمان (بقلم علاء الدين )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يوميات علاء الدين (9) من هنا وهناك
» يوميات علاء الدين (7) بيت العائلة
» يوميات علاء الدين (11) الحمام والبنات
» يوميات علاء الدين فلاح من ريف مصر ( الحاج علي)
» يوميات علاء الدين - من الحصير إلي السرير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جلال  :: أقلام لها بصمة فى منتديات القرية :: الأستاذ /علاء الدين المغاوري الجمل-
انتقل الى: