عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )
أخرجه مسلم .
فيه الحذر من كثرة الكلام ، وأنها قد تؤدي بصاحبها إلى التزيّد في القول .
من جميل كلام النووي رحمه الله في رياض الصالحين فيما معناه ، أن الكلام إما أن يكون خيرا يؤجر العبد عليه ، أو أن يكون شرا يأثم العبد عليه ، أو أن يكون مباحا وعليه أن لا يوغل في المباحات لأنها قد تجر إلى الخطيئات ،
وفي الحديث أيضا الحذر من عدم التثبت فيما يقول :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا وفي قراءة: {فتثبتوا}
لأن عدم التثبت ينبني عليه أشياء : اتهام بريء ، تبرئة متهم ، الغلو في القول ، أو الغلو في الذم .
والعاقل المسلم البصير في أمر دينه المحتاط لنفسه وجوارحه عليه أن يتثبت فيما يقول ، وبخاصة في نقله للكلام :
أخا العلم لا تعجل لعيب مصنف ***** ولم تتيقن ذلة منه تعلم .
فكم أفسد الراوى كلاما بنقله ***** وكم حرف المنقول قوما صحفوا .
وكم ناسخ أضحى لمعنى مغيرا ***** وجاء بشئ لم يرده المصنف .
الحذر من نقل الأخبار عن عواهنها بل لا يعلم عنك هذا ، فأنت مذموم
كفى بالمرء كذبا ،
وفي الحديث الآخر : بئس مطية الرجل زعموا
بئس كلمة تقبيح وذم وتشنيع ، وأولى الناس بالبعد عنها ، دعاة الخير ، ومن قدَّمَهم الناس في مساجدهم وعلى منابرهم ، وفي مجالسهم هم أولى الناس بها فهم قدوة الناس ، وهنا يقال الإشاعات ، تلك الإشاعات التي يتناقلها الناس أو كثير من الناس .
الإشاعات تفرق القلوب قبل الأبدان ، والواجب عليك شرعا
أن تقتل هذه الإشاعة في مهدها إذا لم يكن صاحبها متأكدا منها ، وأن تذكره بالله ، وأن تحذره من مغبة الضرر المتعدي .
الذي يقع فيه الناقل وما يقع فيه السامعون وزره عليهم لا ينقص من أوزارهم شيئا ، إشاعات فيها اتهامات وقدح في أديان
وقدح في أعراض ، تشويه سمعة بمجرد التشفي في نقل هذه الإشاعة .
فالحذر كل الحذر من أن يكون طالب العلم مطية بلسانه لنقل الأخبار ؛ ولهذا يدخل الكذب والغيبة والنميمة في جعبة الإشاعة ، فالحذر أيها الأكارم ، والواجب علينا جميعا إذا سمعنا خبرا يتناقله الناس أن لا نعين في نقله .
أخـــــيراً
أختم لكم أيها الأكارم بالحذر من التسرع في الإشاعات وبخاصة فيما يتعلق بأهل العلم الراسخين ،
وبخاصة إذا كانت تلك الشائعة مستمرة , فعليك أن تكون سببا في دفنها ، وفي زجر من قالها وتذكيره بالله عز وجل
بقلم /محمد أحمد