جلال
مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون S4litbhoeik2
جلال
مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون S4litbhoeik2
جلال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جلال


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء

 

 مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيلا

سيلا


عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 07/08/2011
الموقع : بيت المسلمين عمار

مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون Empty
مُساهمةموضوع: مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون   مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 6:23 am

مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون

هل تبادر إلى ذهنك يوما سؤال عن مصير الموت ى من غير المسلمين الذين يقطنون السعودية، خاصة مع حرمة دفن موتاهم في مقابر المسلمين؟ أين يدفن أولئك الذين لا تنقل جثامينهم في توابيت لتشحن إلى بلدانهم؟ الإجابة عن سؤال كهذا، استغرقت وقتا مطولا، إذ استمرت عملية البحث والتنقيب عدة أسابيع، لنكتشف بعدها مقبر ة غير المسلمين التي تقع في حي البلد بجد ة. هذه المقبرة التي يعود تاريخها إلى عام 1520 وما زالت تفتح أبوابها لاستقبال الموتى من غير المسلمين، رغم أن كثيرين لا يعلمون بوجودها، حتى من أهل جدة نفسها.
نحن الآن في حي البلد بجدة. على سور ممتد، تتموضع لوحة ترقيم كتب عليها: «شارع مقبرة الخواجات 81». وخلف هذا السور يرقد مئات المسيحيين منذ ما ينوف على خمسة قرون.
ورغم أن المقبرة تعتبر الآن واحدة من العلامات البارزة في حي البلد، لكنها تكاد تكون مجهولة لمعظم ساكني جدة.


لمحة تاريخية
تاريخيا ارتبطت جدة بالمسيحيين، بحسب ما يورد الرحالة والمؤرخون في كتبهم، إذ تذكر هذه الكتب أن جالية مسيحية صغيرة، أغلبها من أصل يوناني، كانت تعيش في جدة، وبالذات في العهد المملوكي.
كان يفرض على المسيحيين في جدة ارتداء زي معين لتمييزهم ومنعهم من الاقتراب من منطقة باب مكة ، لكن مع قدوم العثمانيين للحجاز تم إلغاء ذلك.
كما كانت لهم مقابر لدفن موتاهم في جنوب جدة خارج السور، آنذاك، بالقرب من شارع الميناء حاليا. كما تشير الكتب إلى أن عدد المسيحيين الموجودين في مدينة جدة في عام 1274م كان 100 شخص تقريبا.
ويشير الرحالة الفرنسي ديديه خلال زيارته جدة عام 1854م إلى تلك المقبرة: «إذ لم يكن يسمح بدفن المسيحيين بجدة شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان يتم دفنهم في إحدى الجزر الصغيرة خارج جدة ».
ووفقا للمدير العام للسياحة والثقافة بأمانة محافظة جدة المهندس سامي نوار فقد تأسست هذه المقبرة بعد حرب البرتغاليين على جدة: «توجد العديد من الخرائط التي تؤكد وجود هذه المقبرة منذ عهد البرتغاليين ، إذ إن لها علاقة بحصار البرتغاليين أثناء محاولتهم الاستيلاء على مدينة جدة عام 1520م، وفيها العديد من الأشخاص الذين ماتوا ودفنوا بسبب هذا الحصار».

المقبرة الآن
على باب القبر، علق أحدهم كيسا معبأ بالورود والحليب والقاتوه والشموع إلى جوار ورقة ملصقة على الباب مكتوب فيها رقم هاتف محمول. على الطرف الآخر رد شخص قال إنه حارس المقبرة، طلبنا أن نلتقيه فحضر بعد لحظات.
يونس، هو اسم حارس المقبرة التشاد ي المسلم. كان أول سؤال بادرناه به هو عن محتويات الكيس، فأجاب: «إنه أمر مألوف وعادي. فذوو المتوفين دائما ما يزورون المقبرة ويضعون مثل هذه الأمور على قبور موتاهم. وفي حال لم أكن موجودا، فهم يتركون هذه الأشياء على باب المقبرة مرفقة باسم صاحب القبر».
ويضيف يونس أن هذه العادة: « تكثر خلال أعيادهم». وعند سؤاله عن الحكمة من وضع الحليب والقاتوه أجاب: «هذه عادة لديهم. وهم يتضايقون حينما أسألهم عنها».

من الداخل






تحاط المقبرة بسور مرتفع . مساحته تقترب من الألف متر مربع، وفي داخلها تصطف مئات القبور، التي تعلوها شواهد من المرمر، حفرت عليها أسماء وتواريخ، وكثير منها محاط بالورود.
ويؤكد حارس المقبرة أن هذه الأخيرة منظمة بحسب الأعمار: « الأطفال يأخذون جانبا، والكبار يدفنون في جانب آخر تماما».
وعن إجراءات الدفن يقول يونس: «لا تختلف كثيرا عن تلك المتبعة في مقابر المسلمين، فعلى ذوي المتوفى أن يحضروا شهادة الوفاة وتصريح الدفن من السفارة التي يتبع لها».
ووفقا ليونس، الذي يعمل حارسا للمقبر ة منذ 17 عاما، تشرف على هذه الأخيرة عدة سفارات أهمها السفارة الأمريكية والبريطانية والفرنسية: « في كل سنة تكون المقبرة تحت إشراف سفارة واحدة تتولى مسؤوليتها والإشراف عليها. وهذا العام تقع تحت إشراف السفارة الإثيوبية»، ويتابع: «للمقبرة ميزانية خاصة تشمل النظافة والتشجير والهاتف والمياه وراتب الحارس. ويتفقد شخص من الجهة المسؤولة المقبرة بزيارة شهري ة للاطمئنان على الأوضاع ومعرفة الحاجيات».
يونس يقول إن أي مسيحي يتوفى داخل السعودية ولا يرغب ذووه في نقله إلى بلاده يُجلب إل ى هذه المقبرة: «كل أربعة أو ستة أشهر يدفن في المقبرة عدد يتراوح بين اثنين وثلاث ة مسيحيين معظمهم من الجنسية الفلبينية والهندية»، ويؤكد: «لدينا أيضا جثامين لجنسيتين عربيتين هما السودانية واللبنانية».
في داخل المقبرة يشير يونس إلى شواهد لقبور موتى قضوا في الحرب العالمية الثانية، كما يقف إل ى جوار قبر لجندي بريطاني مجهول الهوية قُتل في الحرب العالمية الثانية ويقول: «عند زيارة أي قنصل بريطاني أو غربي للمقبرة فلا بد أن يضعوا على هذا القبر الأكاليل».
وتضم المقبرة أيضا جث ة أسترالي دفن عام 1885م، وألماني دفن هو الآخر عام 1912م بحسب الشواهد الموضوعة على قبريهما.
ولا يخف ي يونس تذمره ممن وصفهم بالمتطفلين: «دائما ما يتسلقون سور المقبرة ليلا لمجرد الفضول، لكنهم أحيانا يعبثون بمحتوياتها».

المرأتان الغريبتان
في الجهة المقابلة للمقبرة يقع محل تموينات مجاور عمره 40 عاما. يقول صاحبه وهيب محمد شعبان: «هذه المقبرة قديمة جدا سيرتها متداولة هنا منذ القدم رغم أن ثلثي سكان جدة لا يعرفون موقعها وربما لم يرد على مسامعهم أن هناك مقبر ة أصلا للمسيحيين».
يتابع: «كما ترى فمحلي مجاور لها ، وألاحظ أن معظم **ائني يسألون عما خلف السور، وحين أجيبهم بأنها مقابر غير المسلمين، لا تلبث أن تبدو على وجوههم ملامح الدهشة والاستغراب».
ويلفت شعبان إلى ملاحظته الدائمة لتكرر زيارات ذوي الموتى للمقبرة: « غالبا يحملون معهم الحليب والورود والشموع وأكثر من ألاحظ امرأة وابنتها لا يمضي أسبوع دون أن أراهما. وعند استفسار ي من حارس المقبرة أخبرني أنهما أرملة وابنة شخص دنمركي مدفون هنا».
ولم يخف صالح علي، صاحب محل كهرباء مجاور للمقبرة، تذمره من ملاصقة محل ه للمقبرة، إذ تعرض محله للسرقة ثلاث مرات على حد قوله: «المقبرة تشكل خطرا على محلي ، إذ يقتحم اللصوص المقبرة ليلا ويتسلقون الأشجار المجاورة للسور من الداخل ليعبروا من خلالها إلى المحل».
صالح طلب إلى حارس المقبرة أن يوصله إلى المسؤولين عنها حتى يتمكن من قطع الأشجار: «لكنهم دائما ما يواجهون طلبي بالرفض القاطع. والآن ليس هناك حل إلا الاحتراس أكثر من اللصوص لكنهم يعاودون السرقة مرة تلو الأخرى، وأنا أكرر طلبي للمسؤولين عن المقبرة بأن يجدوا لي حلا فلقد ذهبت أموالي وبضاعتي بسبب أشجارهم»

الخواجة يني خريستو أشهر شخصيات المقبرة

أشهر من دُفن في هذه المقبرة تاجر يونان ي اسمه يني خريستو دولو، أسس بقالة متسعة ، كان يطلق عليها قديما «بنك الخواجة».
كان هذا الرجل محبوبا لدى الجميع، وبعد وفاة هذا الرجل ن ُظمت مراسم لجنازته من منزله إلى المقبرة، إذ أخرجت جنازته من منزله، يرافقها العديد من سيارات القناصل الموجودين في جدة وكبار الشخصيات.
وسارت الجنازة من الشارع الرئيسي حتى وصلت سور جدة الجنوبي، وحت ى تم إيصاله ودفنه في المقبرة التي كانت تعتبر في الماضي خارج مدينة جدة من الجه ة الجنوبية، وأما الآن فقد أصبحت وسط البلد بعد التوسع العمراني الذي شهدته المدينة.
ويذكر عبدالوهاب أبوزناد ة في كتابه «سيرة جداوية»، أنه جمعت ه والخواجة يني علاقة شخصية عندما عمل في الغرفة التجارية، يوم كانت في شارع قابل.
وقد وصف أبو زنادة في هذا الكتاب كيف باع الخواجة يني بقالته الشهيرة رغم استراتيجية موقعها وحظيه بالاحترام والتقدير من الجميع، لكن الخواجة يني أصر على إتمام البيع، وكان ذلك في عام 1386هـ: «بعدها سافر وانقطعت أخباره وبعد عامين عاد كسير الخاطر هزيل البنية، مترهل الكرش ويدخن بشراهة، وقال إن عودته لوطن ه لم تنسه العيش هنا في جدة، وإن حنين ه لها ولأهلها هو الذي عاد به إليها، وإن ه ينوي العودة مجددا إلى البيع والشراء، لكنه يفتقد المال بعد أن بدد تحويشة عمره في بلاد ه وأتى مفلسا، ولمساعدته أوجدوا له عملا في بقالة كبيرة «سوبرماركت»، كانت قد افتتحت على تقاطع طريق المدينة مع شارع فلسطين، لكنه رفض العمل فيها أجيرا، ورحل دون أن يودع أحدا من أصدقائه». لكن أبوزناد ة لا يذكر في كتابه أن الخواجة دُفن في جدة.

معلومات أخرى
مرّ أكثر من ستة عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقبر الجندي البريطاني المجهول في مدافن الموتى المسيحيين في حي البلد (جنوب جدة)، وهو الوحيد في السعودية، يتلقى أكاليل الورد عند زيارة أي قنصل بريطاني أو غربي للمقبرة.
يقول حارس المقبرة محمد طاهر (سوداني الجنسية)، وهو مسلم، عن آخر زيارة للقبر: «قبل نحو شهر حضر القنصل البريطاني لوضع إكليل من الزهور على قبر بريطاني «جندي مجهول»، دُفن خلال الحرب العالمية الثانية».

من جانبه، أوضح الشيخ عبدالمحسن العبيكان في تصريح إلى «الحياة» الحكم الشرعي لوجود مقبرة لغير المسلمين في بلاد الإسلام بقوله: «لا يوجد مانع شرعي من ذلك، بل إنه من الواجب أن تكون مقابر غير المسلمين منفصلة عن مقابر المسلمين، وذلك بحسب آراء أهل العلم».
وقبر الجندي البريطاني يجاور قبور مئات الموتى المسيحيين الذين عاشوا في السعودية منذ افتتاح المقبرة في عام 1941. وما زالت حتى الوقت الحاضر تستقبل الموتى من مختلف المناطق السعودية الذين أوصوا ذويهم بدفنهم في السعودية.
وعند زيارة المقبرة، يبادر الحارس طاهر (50 عاماً) إذا شعر بأن الزائر غير مسيحي بالقول: «ممنوع دخول غير المسيحيين المقبرة». وهو يحرسها منذ أواخر عام 2001، بأجر، رفض ذكره خوفاً من الحسد، بحسب قوله، تتناوب القنصليات الغربية على دفعه كل عام.
ولكنه يقول: «راتبي يقدم لي هذا العام من القنصلية الإثيوبية، بينما العام الماضي كان من الفرنسية». وتمثّل المقبرة قبلة للزوار الديبلوماسيين الغربيين بين حين وآخر. وتُعرف المقبرة بين بعض أهالي جدة القدامى أو المجاورين لها باسم «مقبرة اليهود».
ويحيط بالمقبرة سور حجر ذي لون ترابي. شبيه، إلى حد ما، بالأحجار الفرعونية القديمة. وتبدو على السور، إضافةً إلى الباب الحديد المزود بمقبضين في جانبيه، علامات القدم. وعند الدخول من بوابة المقبرة توجد على اليمين واليسار غرفتان. الأولى، يقطنها طاهر. والأخرى عبارة عن مكتب يراجعه الزوار لتسجيل أسمائهم وتواريخ حضورهم وإنهاء الإجراءات الرسمية.
وفي ساحة المقبرة تأخذ القبور شكلاً طولياً في ترتيبها. وعلى كل منها شاهد، وصُنعت هذه الشواهد من حجر الجير، وتحمل أسماء المتوفين وأعمارهم. وتجد على جوانب بعض القبور أكاليل الورد والشمع، ومجسمات صغيرة من الجبس على شكل صليب، أو هيئة أطفال صغار بأجنحة تقع خلف ظهورهم. وخلال الحديث مع حارس المقبرة طاهر عن طقوس الدفن وحفر القبور، قال: «إذا كان المتوفى طفلاً أقوم أنا بحفر القبر. أما إذا كان كبيراً في السن فأستعين بعمال تشاديين في مقابل أجر تقدمه لهم عائلة الميت».
وكان آخر من دفن في المقبرة طفل فيليبيني في حزيران (يونيو) الماضي، ولا تزال تستقبل الجثامين. وقبله مقيم أميركي طاعن في السن. ولا يخفي حارس المقبرة، الذي يؤدي صلواته الخمس في مسجد على بعد أمتار قليلة من المقبرة، حزنه على الأطفال «منذ عملت في المقبرة وأنا ألاحظ أن أكثر الموتى من صغار السن. وعلى وجه الخصوص من الفيليبين». أما عن مواعيد الدفن والزيارات للمقبرة فتكون ما بين الساعة الثامنة صباحاً و5:30 عصراً على مدار الأسبوع. ويشدد محمد طاهر على التقيد بهذه المواعيد. ولا يُستثنى منها أحد إلا في حالات قليلة. وذلك حرصاً منه على الالتزام بالمواعيد المحددة رسمياً. وقد جلب منذ خمسة أشهر ***اً لمساعدته في الحراسة. لكنه يصف ال*** ساخراً بالقول: «لا تخشاه القطط».

صورة للمقبرة - جدة 1947م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقبرة «خواجات» في جدة منذ 5 قرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جلال  :: منتدى الترفية والتسلية :: صور منوعه-
انتقل الى: