الادارة العامة
عدد المساهمات : 329 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
| موضوع: صناعة المشكلات صناعة مصرية الإثنين أغسطس 08, 2011 5:29 pm | |
| [size=25][size=29]صناعة المشكلات صناعة مصرية
إن المجتمع أي مجتمع لا يخلو من المشاكل مهما كان مجتمعا فاضلا ومهما كان مثاليا .. فتلك طبيعة المجتمعات .. لكن السؤال هو ما مصدر هذه المشكلات ؟ وماذا يجب علينا تجاهها ؟ أما مصدر المشكلات فهم البشر .. فوراء كل مشكلة ناس سعوا إليها وروجوا لها .. وصدق الله إذ يقول .. ( ظهر الفساد في البر والبحر بم كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) .. الروم - آية 41 .. أما ماذا يجب علينا تجاه مشاكلنا فا الطبيعي أن يسعي الناس إلي حل هذه المشاكل عملا بالمبدأ السائد ( من أفسد شيئا فعليه إصلاحه ) . لكن صناعة المشكلات وحلها تختلف في مصر عن كل الدنيا .. فالعالم المتمدين كاليابان يقضي أكبر الوقت في حل المشكلة فهم يدرسون جوانب المشكلة بطريقة علمية ثم يضعون الحلول والإمكانات لحلها .. لذلك تأتي الحلول في أقل وقت ممكن .. أما في مصر فإن الناس يقضون كل الوقت في دراسة المشكلة وأسباب المشكلة وتبرير هذه الأسباب .. ولماذا حدثت .. وماذا لو لم تحدث المشكلة .. وهل يجب أن يحاسب صانع المشكلة .. لا .. لا يجب محاسبته فهو أخونا وهي أختنا والمسامح كريم .. ثم تعقد المجالس في كل مكان لبحث المشكلة .. هل علمت ما حدث .. مشكلة .... ومن فعلها .. لا .. لا يجب السكوت علي ذلك .. يجب رفع الأمر للقضاء .. وتكتب العرائض وترسل إلي كل مسئول .. وتعرض علي كل راع ثم يحفظ الأمر ليأتي مسئول آخر وتناقش المشكلة من جديد .. ثم يقال هذه المشكلة كانت في العهد السابق وليست مسئوليتي .. وهكذا .. أما هل بحثت المشكلة بحثا علميا وهل تم تحديد سبل حلها .. وهل تم رصد الإمكانات لحلها .. بالطبع لا .. بل ربما بسبب مناقشة المشكلة ينتج عنها سلسلة من المشكلات لنعيش في دوامة المشاكل التي لا تحل .. ومن هنا اخترت عنوان المقال وهو ( صناعة المشكلات صناعة مصرية ) .. فنحن المصريون متخصصون في صناعة المشكلات لا في حلها ونحن نصدر المشكلات ونستورد حلولها التي يتضح في النهاية أن هذا الحل ضد مصالحنا وعلي حساب الأجيال جيلا بعد جيل ولذلك لم تحل مشكلة واحدة في مصر طوال تاريخنا الحديث .. هل تعرف لماذا ؟ لأننا متخصصون في صناعة المشكلات في الأكل في الشرب في السكن في الشارع في النوم في العبادة في الكلام في السكوت في كل شيء نحدث مشكلة .. فمصر هي أم الدنيا وهي أم المشاكل . ففي كل خطوة تجد مشكلة منذ خروجك من البيت تخرج فتجد واحدا من الجيران قد وضع القمامة بجوار بيتك فتقف لتصنع مشكلة .. ثم تمضي إلي عملك وأنت تسير في الشارع لا تستطيع السير لأن الرصيف قد احتله أصحاب المحال والباعة الجائلين ثم هناك من يقف في الشارع نفسه بعد الرصيف .. فإذا قدت السيارة لا تستطيع السير لأن السيارات تقف علي جانبي الطريق وربما صفين في كل جانب ثم يقف تاكسي الأجرة ليحمل الركاب أو ينزل غيرهم في وسط الشارع فإذا بحثت عن الشارع لا تجد شارعا .. أين منظم المرور غير موجود وإن وجد فهو يتعامل مع المخالفين لأنهم مصدر رزقه وهكذا .. فإذا ركبت سيارة الأجرة وجدت السائق من شر ما خلق .. فإذا دخلت عملك وجدت الذنب والقيل والقال وقلة العمل وطول النهار نحل في مشاكل لا تحل وكل هذا بسبب الثقافة المصرية التي لا تعرف إلا صناعة المشاكل . وإذا عدت إلي البيت وجدت مشاكل تافهة وغير تافهة تنتظرك أسبابها متنوعة وتافهة .. فلانة قالت .. طيب ما تقول .. وتقول ليه .. وفلان عمل .. ويعمل ليه الواد طلع والواد نزل .. أنا عايز آكل .. لا .. مش واكل .. الملح كثير .. الملح قليل .. وهكذا . فلان عمل مشروع .. ولماذا فلان .. ويعمل ليه .. شكوى هنا وأخرى هناك راح المشروع وضاعت الفائدة . يا سادة يا كرام هناك فرق بين القضية والمشكلة .. فالقضية مسألة متعددة الجوانب والزوايا ولذلك يختلف الناس بشأنها .. أما المشكلة فهي عبارة عن مسألة معروفة تحتاج إلي وضع حل لها .. فأنت جائع مثلا فما عليك إلا أن تحضر الطعام فيذهب عنك الجوع .. لكن أن تقف تسب وتلعن وتصنع مائة مشكلة لأنك لست قادر علي صنع أو تجهيز الطعام فتلك هي المشكلة . يجب علينا بعد ثورة 25 يناير أن نغير ثقافة حل المشكلات لدينا .. لأننا منذ أن قامت الثورة ونحن نناقش المشكلات ثم نختلف ونحدث مشكلة .. أما هل بحثنا عن حل هذه المشكلات ثم بدأنا نعمل من أجل حلها .. فهذا ما لم نراه .. فإذا لم نجد حلا قمنا بمظاهرة .. وهكذا في جميع أحوالنا حين تواجهنا مشكلة نرى صاحب المشكلة وقد ثار وهاج وعلا وهبط وادعا العبط ثم لم يفعل شيئا . علينا أن نغير ثقافتنا من صنع المشكلات إلي حل المشكلات ومن استيراد الحلول إلي تصديرها وأن نتعلم سلوكيات الإسلام في حل المشكلات فلا نهول ولا نستهين بها .. فلكل مشكلة حل .. ولكل عقدة حلال العقد . ومن الدروس التي علمنا فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف نحل مشاكلنا قصة ذلك الأعرابي التي رواها لنا أبي هريرة رضي الله عنه قال : إن أعرابيا بال في مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم فثار عليه الناس ليقعوا به فقال لهم النبي دعوه وأهريقوا علي بوله ذنوبا من ماء أو قال سجلا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين . ولما فرغ الرجل دعاه الرسول وعلمه فقال الرجل اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا أبدا .. فقال النبي ( لقد ضيقت واسعا ) هذا درس في سياسة الأمور وفهم نفسيات البشر وكيف أن النهي عن المنكر يجب أن يكون بغير المنكر أي أننا يجب أن نسعى إلي حل المشكلات دون حدوث مشكلات جديدة .. وثورة التغيير يجب أن تمس الجوهر قبل المظهر وصدق الله إذ يقول : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فهيا إلي التغيير نتعلم ألا نصنع مشكلة .. فإن أتتنا مشكلة سعينا في حلها لا في تكريسها .. وعلي الله قصد السبيل . بقلم : علاء الدين الجمل 26/ 5 / 2011 [/size][/size] | |
|