ثورات الشعب المصري من الحملة الفرنسية حتى 25 يناير 2011م
كاتب الموضوع
رسالة
الادارة العامة
عدد المساهمات : 329 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
موضوع: ثورات الشعب المصري من الحملة الفرنسية حتى 25 يناير 2011م الإثنين أغسطس 08, 2011 5:40 pm
ثورات الشعب المصري في العصر الحديث من الحملة الفرنسية حتي يناير 2011م
( شباب مصر )
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 701x480.
الشعب المصري شعب طيب متدين بطبعة شعب يحب السلام ويكفيه فخرا أن أول معاهدة سلام تم توقيعها في التاريخ هي التي وقعتها مصر في عهد الدولة الحديثة في العصر الفرعوني بين الملك المصري الشهير رمسيس الثاني وبين الحيثيين في فلسطين ، لكن السلام الذي يعرفه الشعب المصري هو سلام الشجعان لا الاستسلام فقد تم توقيع هذه المعاهدة بعد معارك كبيرة انتصرت فيها إرادة مصر علي المعتدين من آسيا فقد سبق هذه المعاهدة ستة عشرة حمله أرسلها محارب مصر العظيم تحتمس الثالث الذي وصل بقواته حتى شمال العراق وجاء ملوك الأرض يحملون إليه الهدايا ويخطبون وده ، هذا غير المعارك التي تمت في عهود من سبقوه ومن تبعوه حتى عهد رمسيس الثاني مما يدل علي أنه شعب محارب عظيم كما أخبر بذلك النبي العظيم محمد صلي الله عليه وسلم حين قال : { إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيرا فإن بها خير أجناد الأرض لأنهم في رباط إلي يوم القيامة }
والشعب المصري شعب يكره الظلم فإذا ما زاد الحد وطفح الكيل انفجرت منه الثورة العارمة التي تمنع الظلم وتحقق العدل ثورة ضد القهر لتحقق العزة والكرامة ثورة ضد الطغاة فتطيح بهم ليعم الرخاء . ظن الطغاة وروج لهم بعض المنتفعين أن الشعب المصري شعب ينفر الحرب ويكره الثورة ونسي هؤلاء أن الفلاح المصري المسالم بطبيعته يتحول في لحظة إلي جندي شديد البأس يقطع الأرض فيزلزلها تحت أقدام المعتدين والطغاة ، وقد قام الشعب المصري بثورات مصرية كثيرة ضد الطغاة منها :
نابليون بونابرت
* ثورة القاهرة الأولي التي قام بها الأزهر في أكتوبر 1798م ضد الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وقتلوا حاكم القاهرة الفرنسي ( ديبوي ) . كليبر * ثورة القاهرة الثانية في مارس وأبريل عام 1800م ضد قائد الفرنسيين كليبر في مصر بقيادة عمر مكرم وبعدها قتل كليبر علي يد سليمان الحلبي في حديقة منزله بالأزبكية . * ثورة الشعب المصري ضد البرديسي الوالي المملوكي بسبب الفوضي وفرض الضرائب وهم يهتفون ضده ( أيش تاخد يا برديس من تفليس ) وتم عزله وطرد المماليك من القاهرة ففروا إلي الصعيد .
عمر مكرم
*ثورة الشعب ضد خورشيد باشا الوالي العثماني عام 1805م الذي فرض علي الشعب المصري الضرائب وعاث جنوده في البلاد فسادا ونهبا فطلب الشعب منه أن يتنازل عن الحكم وأن يرحل فرفض وقال : إني قد وليت بأمر السلطان ولا أنزل عن الحكم بأمر الفلاحين فحاصره الشعب في القلعة وعينوا بدلا منه محمد علي ووضعوا شروطا لولايته عليهم وهي أن يحكم بين الناس بالعدل وأن يستشير زعماء الشعب في كل أمر يقطعه فإذا خالف هذه الشروط عزلوه واضطر السلطان أن يصدر فرمانا بعزل خورشيد باشا والخضوع لإرادة الشعب والأمة وكانت هذه الثورة بزعامة عمر مكرم .
أحمد عرابي * ثورة عرابي في 1 فبراير عام 1881م والتي بدأت بثورة فئوية تطالب بإصلاحات عسكرية وانتهت بمطالب شعبية وقد طالبت الثورة الخديوي توفيق بعزل عثمان رفقي وزير الحربية وتم عزله وكان هناك مطالب أخري منها :
1- صرف بدل نقدي عن التغذية والملابس وزيادة المرتبات للعسكريين . 2- عدم استقطاع مرتباتهم مدة الإجازات . 3- أن يدفع العسكريين نصف أجرة بالسكة الحديد . وفي أواخر مايو 1881م طالب الضباط بالآتي : 1- زيادة عدد الجيش إلي 18 ألف جندي . 2- إنشاء حصون جديدة . 3- تكوين مجلس نواب تكون الوزارة مسئولة أمامه . ثم تجددت الثورة في مظاهرة كبيرة في 9 سبتمبر 1881م في ميدان عابدين مطالبة الخديوي توفيق بالآتي : 1- عزل رياض باشا رئيس الوزراء المستبد الموالي للإنجليز . 2- تشكيل مجلس النواب . 3- زيادة عدد الجيش المصري . وتم عزل رئيس الوزراء وتولية الوطني المعروف شريف باشا .
* ثورة الشعب المصري عام 1919م وهي ثورة قومية وشعبية ضد الإنجليز وقد قامت للأسباب الآتية : 1- استبداد إنجلترا بالشعب المصري حيث قامت بتجنيد المصريين قسرا للاشتراك في الحرب العالمية الأولي . 2- صادرت إنجلترا مواشي الفلاحين وحبوبهم والقطن المصري بأبخس الأثمان . 3- ارتفاع أسعار الحبوب الغذائية والمنسوجات والوقود والمواصلات دون أن يصحب ذلك ارتفاع مماثل في الأجور . 4- فرض الأحكام العرفية وتكميم الصحافة والحريات وشعر الشعب بأنه في سجن كبير . 5 – نفي قائد الثورة سعد زغلول وزملائه عبد العزيز فهمي وعلي شعراوي إلي مالطة . وقد اشترك في هذه الثورة جميع طوائف الشعب المصري من المثقفين والطلبة والعمال والفلاحين والشباب والكبار والنساء والمسلمين والمسيحيين لذلك وصفت بأنها ثورة شعبية وقد حققت الثورة الكثير من مطالبها لكن الإنجليز التفوا عليها . ومن أهم مكاسب هذه الثورة : 1- إعلان استقلال مصر وإلغاء الحماية الإنجليزية علي مصر . 2- إصدار دستور عام 1923م وتغيير لقب حاكم مصر من سلطان إلي ملك . 3- دخلت مصر المرحلة الليبرالية وأجريت انتخابات حرة فاز فيها حزب الوفد وشكل سعد زغلول أول حكومة دستورية في تاريخ مصر الحديث وكانت أول وآخر حكومة دستورية حيث دأب حكام مصر بعد ذلك علي تعيين الحكومات منذ عام 1925م حتى قيام ثورة 25 يناير 2011م وحتى كتابة هذا المقال زورا وبهتانا . 4- تم فصل العملة المصرية عن العملة الإنجليزية وتحرير الاقتصاد المصري من السيطرة الأجنبية وإصدار قانون التعليم الإجباري وإحلال الموظفين المصريين محل الموظفين الأجانب .
جمال عبد الناصر * ثورة 23 يوليو 1952م التي قادها ضباط الجيش بانقلاب سلمي علي الملكية والتي قادها الرئيس جمال عبد الناصر وكانت بسبب الاحتلال والفساد الذي ساد العهد الملكي ( الملك فاروق ) وهزيمة 1948م في فلسطين والإقطاع والرأسمالية المستغلة وقد حققت الثورة إنجازات منها : 1- إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية 1953م وحل الأحزاب السياسية وإلغاء دستور 1923م وتوقيع اتفاقية الجلاء عام 1954م وتم جلاء الإنجليز عن مصر عام 1956م وتأميم قناة السويس 1956م . 2- القضاء علي الإقطاع وبناء السد العالي والاهتمام بالصناعة والزراعة والتجارة لكن سرعان ما توالت السلبيات ليعود الاستبداد والفساد الذي وصل إلي القمة في العهد الأخير والذي أطاحت به الثورة الأخيرة .
ثورة 25 يناير 2011م
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 721x480.
إن ثورة الشعب في 25 يناير والتي يطيب لي تسميتها بذلك ثم أتبعها بقولي التي فجرها شباب مصر ويقودها حتى اليوم لأنها ليست ثورة الشباب وحدهم وإنما هي ثورة شعب بأكمله قادها الشباب والتحمت معهم كل طوائف الشعب فقد اشترك فيها شيوخ ونساء وأطفال ومفكرون وسياسيون قدامي من الأحرار وإعلاميون من الأحرار وصحفيون وبعض أهل الفن وموظفون وأطباء ومهندسون ومعلمون ومحامون وأئمة من الأزهر وحزبيون ومستقلون وعمال وفلاحون وصناع وحرفيون وربات بيوت اشترك فيها المسلمون والمسيحيون بكل أطيافهم ولذلك فإن هذه الثورة هي أم الثورات المصرية والعالمية وهي أول ثورة اجتماعية في تاريخ مصر وهي ثورة شعبية لاشتراك كل طوائف الشعب فيها وهي أروع الثورات لأنها اتصفت بالسلمية والتحضر وليس هناك من شك في أن هذه الثورة ستدرس في جميع أنحاء العالم ، وقد شهد بذالك كل زعماء العالم ومفكريه . هذه خاطرة .
أما الخاطرة الثانية فهي أن هذه الثورة ليس لها قائد ويكفي إطلاق القيادة هنا علي الشباب لذلك عبرت عن مطالب الشعب أروع تعبير وكانت عفوية الثورة هي سبب نجاحها ومن وجهة نظري الشخصية لو قدر لهذه الثورة قائدا واحدا لانتهى الأمر إما بقتله أو اعتقاله أو التفاوض معه وإجهاض الثورة وانتهائها علي شكل غير الذي وصلت إليه ، وقد حاولت ذيول النظام القضاء علي الثورة بقيامها بأعمال البلطجة لكنها لم تنجح لأنها كانت تحاول القضاء علي أمة بأكملها .
وثالثا : إن هذه الثورة أثبتت مدي هشاشة النظام الذي طالما أوهم الناس بقوته بما يقوم به من بطش واعتقال وسجن فإذا بالثورة تقوض أركانه فينهار نظام أمنه وجهاز مخابراته ويسقط كله في ثمانية عشرة يوما . ورابعا : فقد أفرزت الثورة عن المعدن الأصيل للشعب المصري الذي تكاتف بكل طوائفه وبكل عناصره ليحقق أهداف الثورة التي صيغت في ميدان التحرير حيث لم يكن للثورة حين انطلقت شرارتها الأولي كل هذه الأهداف ،كما أظهرت روح التفاني وإنكار الذات فلم يظهر وقت المحنة من يتسلق علي أكتاف الشباب أو يحاول سرقة الثورة . خامسا : أود أن أقول لشباب الثورة إن الحجر لا يتحطم من آخر ضربة وإنما يتحطم من مجموع الضربات التي سبقت الضربة الأخيرة وقد سبق هذه الثورة وقفات احتجاجية كثيرة من القضاة والصحفيين والمحامين وحركة كفاية وشباب أبريل واحتجاجات فئوية من المعلمين وموظفي الشركات التي باعها النظام السابق ونهبها وإخوان مسلمين وقد اعتقل البعض وسجن البعض ودفعوا ثمن الاعتراض علي نظام فاسد أصابته الشيخوخة فراح يبطش بكل من يعترض عليه وغيرهم فكانت هذه كلها ضربات مهدت لكسر النظام والإطاحة به لذلك أهمس في أذن الشباب أن يحترم الكبار فهم من علم ورعي الثمرة حتى آتت أكلها وإن كان هناك كبارا فاسدين فإن هناك شبابا فاسدين ، والصحيح أن نتصدى لهؤلاء وهؤلاء ، ولا يجب أبدا أن يتطاول بعضنا علي بعض أو أن تنسب مجموعة الفضل لنفسها دون الأخرى فكما ظهرت الثورة متحضرة يجب أن تبقي متحضرة لأنها ثورة المتحضرين ثورة حضارة المصريين وأم الثورات في عالمنا المعاصر . سادسا : إن علينا ألا نترك الفرصة لأحد لكي يسرق الثورة أو يلتف عليها وأن نبدأ العمل الجاد والتعاون المثمر البناء لكي نجني معا ثمار الثورة التي سينعم بها جيل وراء جيل ويجب أن نتوقف عن الاحتجاجات لتعود الحياة إلي طبيعتها ونرقب الأمر لكي نري كيف تتحقق الأهداف فإذا لم يتحقق هدف واحد عدنا لنطالب به فقد مضي عهد الخوف والاستبداد وكن يا أخي التغيير الذي تحب فابدأ بنفسك ثم بمن تعول ، قال تعالي : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) رحم الله شباب الثورة وأسكنهم فسيح جناته وأنزلهم منازل النبيين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا وبارك الله في شباب الأمة فدائما هو الذي يقاتل وهو الذي يحمي الثورة وبارك الله في شعب مصر العظيم وقطع الله دابر المفسدين .
ثورات الشعب المصري من الحملة الفرنسية حتى 25 يناير 2011م