الادارة العامة
عدد المساهمات : 329 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
| موضوع: يوميات علاء الدين - رجل الخير الذي لا يعرفه الناس الإثنين أغسطس 08, 2011 5:19 pm | |
| يوميات علاء الدين 3- رجل الخير الذي لا يعرفه الناس الراحل الكبير أحمد السعيد علي الجمل يحسب الشباب ويحسب جيلي وجيل الرواد الذين ذكرنا بعضهم أن لنا السبق في العمل العام .. وعمل الخير .. لكن هذا الاعتقاد اعتقاد خاطئ .. فقرية أويش الحجر ولادة للخير عظيمة بأبنائها علي مر العصور .. فإذا كنا نتحدث عن رواد الخير في الثلث الأخير من القرن العشرين والربع الأول من القرن الواحد والعشرين فإن معي نموذجا من أهل الخير يرجع عصره إلي أواخر القرن 19 م .. إنه الراحل أحمد السعيد رائدا من رواد هذا القرن والقرن الذي يليه
مولده ونسبه ولد الرجل قبل انتهاء القرن 19م بخمس سنوات أي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وفي الفترة التي قاد فيها مصطفي كامل الحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي .. وبسؤال الحاج الشحات الدريني الجمل وهو من أعيان أويش الحجر أكد لنا أن الراحل الكريم ولد في عام 1895م في قرية أويش الحجر في المنزل الذي يسكنه الآن حفيده أحمد حلمي السعيد الجمل بوسط البلد في الجهة المقابلة للمسجد .. وكان له من الأخوة الذكور أخوين هما حسن السعيد وعاش في مدينة المنصورة .. وأخيه محمد .. وله من البنات واحدة وهي الحاجة هانم السعيد وكنت أسمع اسمها دائما هانم أم السعيد وهي ليست أم لولد اسمه السعيد ولكن نسبة لأبيها وهي والدة الراحل الكبير فضيلة الشيخ عبد الغني النجولي وأخيه الحاج محمد النجولي .. وبذلك يكون الراحل خال الشيخ عبد الغني النجولي .. ومن هنا نجد أن أن الواد لخاله فكان الشيخ عبد الغني خيرا مثل خاله كان الرجل موسرا وكان لديه الخدم بل إنه كان لديه عبيدا اشتراهم ونسبوا إلي اسمه وحتى لا نخدش حياء الناس فلن نتعرض لذكر الأسماء .. لكنه عاملهم معاملة كريمة وربي أبناءهم ويعتبر هذا الرجل أول من امتلك سيارة خصوصي في أويش الحجر وكان لديه العديد من الركائب من الخيول والدواب وكان بيته مكتبا يدير منه أعماله وبه تليفون لتلقي المكالمات وتسهيل الاتصالات . أعماله الخيرية إن ما شد انتباهي أن من أعمال الخير التي قام بها الرجل يرتبط بالاسم العظيم الذي اشتهرت به قريتنا وهو قرية القرآن .. فإذا كان الفضل للشيخ عبد الله البلتاجي في تحفيظ كتاب الله فإن الفضل للشيخ أحمد السعيد الجمل في بناء مدرسة تحفيظ القرآن الكريم عام 1951م في جرن كان يملكه وهي التي توجد علي شارع البحر قرب مركز الشباب والتي لا زالت الشيخة نوال ابنة الراحل الكبير الشيخ عبد الله البلتاجي تقوم بتحفيظ القرآن بها حتى اليوم وكان اسمه مكتوبا عليها وقد تم وقفها لله تعالي .. وكانت مكونة من أربعة فصول لكل فصل عريف يقوم بتحفيظ عدد من الأجزاء بينما الشيخ عبد الله البلتاجي رحمه الله كان مسئولا عن ختم القرآن ومن أشهر العريفين .. الشيخ عبد الحكيم البلتاجي والشيخ محمد البلتاجي ابني الشيخ والشيخ صديق الجمل والشيخ عثمان صبح والشيخ زكي عويس والشيخ ربيع النادي والشيخة نفيسة من كفر الشنهاب وغيرهم وكان بالمدرسة قسم داخلي حجرتين واحدة داخل الأخرى لإقامة الشيخ عبد الله البلتاجي وكان يأتي إليها الطلاب من جميع القرى المجاورة ومن مختلف المراكز حتى أصبحت مدينة القرآن وعاصمة الإقليم بل حاضرة مصر في حفظ القرآن .. وقد تم تكريم أبنائها مثل الدكتور ياسر أبو شبانة علي مستوي العالم الإسلامي وتكريم محفظ القران الراحل العظيم الشيخ صديق الجمل علي مستوى الجمهورية ومن أهم المشروعات التي كان يقوم بها الراحل الكريم إنارة فوانيس القرية .. حيث لم يكن هناك كهرباء بالقرية فكان يعلق فانوس علي الحائط علي مسافات متقاربة تملأ بالزيت وكان يقوم بالإشراف علي سراجها كما كان المسئول عن إنارة مسجد وسط البلد كما قام بوقف ثلاثة أفدنة للصرف علي أعمال الخير وهي لا زالت موجودة إلي الآن وهي المحصورة بين المقابر ومساكن القرية من جهة المنصورة . كما كان المسئول عن تموين القرية وكفر الشنهاب وتوزيع المقررات التموينية للقريتين وكان حريصا علي ذلك .... كما عين مسئولا عن الجمعية الزراعية ورعاية الفلاحين وتوفير كل احتياجاتهم وكان مشرفا علي المستشفي وكان مقرها قبالة مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في الجرن الذي كان يملكه ومكانها الآن منزل الأستاذ السعيد عبده الجمل وأخوته وكان مشرفا علي الضمان الاجتماعي والذي كان يقدر بجنيه ونصف في ذلك الوقت كما كان الرجل يقوم بالعطف علي الفقراء وكسوتهم وتوفير احتياجاتهم .. ومساعدة المتزوجين من غير القادرين .. وكان يسعي في الصلح بين الناس والعمل علي حل مشاكلهم ظل الرجل علي ذلك العهد إلي أن وافته المنية وهو في سن 56 سنة فقد عاش في الفترة من عام 1895م – 1951م رحم الله الرجل رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته والآن أقول دمت قريتي للدين حامية .. وللقرآن حافظة..ولكل الخير باذلة .. سيدة القرى كفاك شرفا أنك قرية القرآن وقلعته وأنتم يا أحفاد العظام الكرام أين دوركم .. فلستم أقل من الأجداد .. ومشروع استثمار المليون يناديكم لنكون مثل الأجداد الذين نسيهم الناس لكن التاريخ لم ينساهم فكان قدري أن أأرخ لهم وإلي لقاء قادم لكم مني أجمل وأرق تحية بقلم : علاء الدين الجمل مساء الجمعة 10 / 6 / 2011 م | |
|