الادارة العامة
عدد المساهمات : 329 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
| موضوع: يوميات علاء الدين (7) بيت العائلة الإثنين أغسطس 08, 2011 5:10 pm | |
| [size=21][size=29]يوميات علاء الدين (7) بيت العائلة بيت العائلة أو البيت الكبير تعريف قديم له أصالته وله قدره عند ألئك الذين عاشوا فيه ودرجوا في حجراته وكبروا وتعلموا علي أيدي الأب والأم والجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة .. بيت له قيمة وذكريات يعشقها كل من جرب الحياة فيه بين أبناء العم وبين أبناء الأخ وبين أبناء الأخت التي تزوجت وخرجت من هذا البيت إلا أن سطور الماضي قد حفرت في وجدانها وفي كل كيانها فهي وأولادها تعود إليه بين الحين والآخر بل قل إن الأبناء والأحفاد كلهم تربو في هذا البيت الكبير فهو عشقهم الذي لا ينقطعون عنه إنه بيت الجد والجدة اللذان كانا يمثلان للجميع القلب الحاني والأم الرءوم وملاذ المهمومين من أبناء الأسرة الكبيرة ومرجعا لكل باحث عن حل أو مشورة فهما محل تقدير الكل واحترام الجميع . كان هذا البيت يتكون من طابقين لا أكثر ... الطابق الأرضي ويتكون من دهليز كبير ( صالة ) ينفتح عليه حجرة المعيشة التي تضم الدقيق والخبز ودولاب اللبن الذي يحوي الحليب والقشدة والزبد والرايب والثمن .. كما تحتوي هذه الحجرة علي كل ما يلزم المطبخ والبيت من ألوان الطعام من المش والجبن والبصل والثوم والخضروات الطازجة وحتى الملح والمخلل فإن هذه الحجرة كانت محلا وماركت يحوي كل ما تحتاجه الأسرة ... بالإضافة إلي حجرة الضيوف وكانت تعرف بالمندرة .. وكان يستقبل فيها الضيوف .. وتجهيزاتها بسيطة تختلف من أسرة إلي أسرة .. إلا أنها كانت مجلسا عرفيا ومحكمة أهلية روادها الكبار الذين يشكلون رؤوس هذا المجلس وهم القضاة الذين تحل علي أيديهم كل المشاكل وتعقد فيها الأنكحة وأمور الزواج وعقود البيع والشراء .. ومن يحضر جلساتها كان يجل المكان فكان يخلع نعليه قبل الدخول .. وكان يجل الكبار فيجلس بين أيديهم في كل أدب واحترام .. كما كان يضم منافع البيت من زريبة المواشي إذا لم يكن هناك دوار وفرن بلدي من الطين لخبز العيش وموقد من الطين يعرف باسم ( الكانون ) لطهي الطعام وحمام البيت .. أما الطابق الثاني فكان الوصول إليه عبر سلم من الطين أو الخشب يشبه حال الفلات الآن لكنه مفتوح إلي السماء وكان هذا الطابق عبارة عن صالة مفتوحة إلي السماء أو يظلل بعض منها وكانت تعرف بالحدير يفتح عليه حجرات للنوم أطلق علي كل منها اسم ( مقعد ) وكان كل رجل يتزوج في حجرة منها يعيش فيها مع زوجته وأولاده .. ليضم البيت الواحد بيوتا متجاورة متحابة ومتعاونة يأكلون معا ويشربون معا .. ويتبادلون الملابس في أحيان كثيرة فهم جميعا أخوة وأخوات .. يتزعم هذا البيت الجد والجدة .. وجميع الأبناء بأسرهم أدوات يستخدمها الجد والجدة في إسعاد هذا البيت الكبير .. الكل يعمل ويعطي للجد والجدة ليتوليان الصرف علي هذا البيت الكبير ومن هذه البيوت التي اشتهرت بيوتا كثيرة أعرفها وأعرف تفاصيلها لكني آثرت ألا أذكرها تاركا للقارئ أن يحكي بنفسه أمثلة لهذه البيوت وما كان يجري فيها هذا البيت الكبير كان يمثل قوة وهيبة وتعاون بين الأخوة .. تعلم فيه الأبناء فخرجوا منه رجالا يعرفون الواجب فلا يقصرون في أدائه ويعرفون العيب فلا يقدمون عليه .. تعلموا فيه احترام الكبير والعطف علي الصغير .. وتعلموا فيه المودة والرحمة .. واحترام الجار حتى أن الجدار الفاصل بين البيتين كان واحدا بل أكثر من ذلك كان الرجل يعيش مع زوج أخته في بيت واحد ذلك البيت الصغير الذي ضم أسرتين .. الأخ وأخته وزوج أخته شركاء في حمار واحد وجاموسة واحدة ومعيشة واحدة يأكلون معا وينامون معا لأنهم تربو علي الأدب والاحترام ومعرفة الأصول فهم لا يتعدون حدودها هذا المصطلح الأصيل محي الآن من الوجود .. وتفرقت الأسرة الواحدة إلي أسر متعددة لا يجمع بينها إلا الاسم والعائلة .. لقبا بلا أجساد .. أرحام مقطوعة .. وأواصر ممزقة .. وتعاون لا ثمرة فيه .. حسد وتباغض .. لم يعد للكبير فيه كرامة ولا للصغير فيه ود أو رحمة .. تعددت مشاكله وحملت إلي دواوين المحاكم يشكو الأخ أخاه وأخته .. وتحولت مندرته التي شهدت وحدته إلي خيال وحلم بعيد المنال تحققت الحكمة التي تقول البيت الضيق يسع مائة رجل لكنه لا يسع امرأتان .. فلما دخل بين الأخوة النساء ضاق البيت بسبب المشاكل التافهة التي تعظمها النساء فراح كل رجل يلهث ويكد ويتعب للبحث عن بيت يأويه فهذا كل أمله لتصبح الحياة عبارة عن بيت يبنيه الرجل لأسرته صغيرا كان أو كبيرا اكتمل البيت أولم يكتمل .. وأصبح كل واحد يواجه الحياة وحده بنفس المشاكل التي كان يتضافر في حلها الجميع تري هل يعود الزمن الجميل بنصف ما كان فيه .. بمعني أن تعود الوحدة إلي كل أسرة ويعود الحب إلي ربوعها وإن تعذر عودة البيت الكبير بيت العائلة .. الذي أصل القيم مثل الحق والواجب والتعاون والعيب واحترام الكبير والعطف علي الصغير رغم الفقر الذي عاشه معظم الأجداد هل نطمع في مجتمع تعود إليه وحدته .. بعيدا عن ثقافة التمزق .. حتى ولو عاش كل منا في بيت منفصل عن بيت العائلة .. البيت الكبير أمنياتي الطيبة للأسرة المصرية والبيت المصري وإلي لقاء آخر لكم مني التحية مع أطيب المنى بقلم : علاء الدين الجمل الجمعة 8/ 7 / 2011م [/size][/size] | |
|