موضوع: يوميات علاء الدين (8) الجاز والغاز الإثنين أغسطس 08, 2011 5:11 pm
يوميات علاء الدين ( الجاز والغاز
تذكرت اليوم في ليلة النصف من شعبان .. أيام زمان حيث كان الاحتفال بها كبير رغم أنه لا يميزها شيء إلا تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلي المسجد الحرام .. تذكرت يوم كان الجزار يزف الجاموسة وقد وضع علي رأسها التل في شوارع القرية وكأنها عروس في ليلة زفافها لكنه الأخير .. وتذكرت مشوار أكل اللحمة من ساعة زفة الجاموسة إلي أن تطهي وتؤكل .. وكانت الصورة العالقة في ذهني الأدوات البسيطة التي تستخدم في عملية طهي الطعام من القدح والكانون إلي وابور الجاز أما القدح فهو مكان الخلاط والكبة اليوم وكان مصنوعا من الخشب وكانت أمي تدق فيه اللحم لتصنع لنا الكفتة .. كم كانت تتعب أمي يرحمها الله في صنع الطعام .. وبعد جهد في إعداد الكفتة .. يسوي اللحم علي الكانون وهو مصنوع من الطين ويحمي بالحطب والخشب ثم يوضع عليه اللحم حتى ينضج كم تعبت أمي أيضا في طهي الطعام والنفخ في الكانون حتى يشتعل وقود الحطب والخشب .. والغريب أن هذا الكانون كان يزف مع جهاز العروس إلي بيتها الجديد .. ثم تطور موقد الطبخ من الكانون إلي وابور الجاز الذي نسيه الناس .. وأنا واحدا ممن تزوج بوابور الجاز كنا نعيش مع صوته المعروف الذي يعلن أن بالبيت طبيخ وكنا ننتظر كثيرا حتى ينضج الطعام فإذا ما هدأ صوته علمنا أن اللحم قد اقترب نضجه فإذا سكت صوته علمنا أن وقت الأكل قد حان .. ويوضع الطعام بعد جهد كبير وصبر طويل .. صحيح كان الوقود المستخدم هو الجاز .. لكن الحياة كانت جميلة في إيجاز .. وظهر البوتاجاز .. واستخدمنا الغاز بديلا عن الجاز فسكتت الأصوات وذهب الدخان وارتاحت الأمهات لكن بهجة الحياة أيضا اختفت ويبدو أن عودتها هيهات .. هيهات .. خاصة وأن البهوات قد فرطوا في الغاز وباعوه لأم العداوات فاسألوا الأنبوب عنه وانتظروا توزيع الكوبونات علي الأسرات .. أنبوبه واحدة كل شهر .. ويحيا البهوات الذين باعوا الغاز فسرقوا منا كل راحة وأبشر فسوف نعود مرة أخري إلي وابور الجاز .. فلمن نسي الوابور وما هو الجاز .. أرجو أن يستعد فكما بدأنا بالجاز وعشنا علي الغاز فسنعود مرة أخري إلي وابور الجاز وشكرا لوزير الثورة الذي يكرر سياسة حكومة ما قبل الثورة ويعلن عن تطبيق سياستها في توزيع اسطوانات الغاز .. وأحمد الله أنني لم أفرط في وابور الجاز وعيشة أولها جاز لازم يبقي آخرها جاز وأنا سأنتخب في المرة القادمة رئيس جاز .. ووداعا للبوتاجاز بعد أن يذهب الغاز حبيبي يا وابور الجاز .. نسيوك الناس ونسوا كابون الجاز صوتك في ودني ولا قدر الزمن.. ينسيني فضلك حتى ولا الغاز راجع لك يا غالي ما خلاص مبارك باع الغاز سلامتك يا وابور الجاز بقلم : علاء الدين الجمل 14 / 7 / 2011م