يوميات علاء الدين (10) العمدة بكر (عمدة أويش الحجر)
كاتب الموضوع
رسالة
الادارة العامة
عدد المساهمات : 329 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
موضوع: يوميات علاء الدين (10) العمدة بكر (عمدة أويش الحجر) الإثنين أغسطس 08, 2011 5:14 pm
يوميات علاء الدين (10) العمدة بكر (عمدة أويش الحجر)
وظيفة العمدة من الوظائف القديمة .. وكان هناك شرطا لمن يتولي هذه الوظيفة حسب قانون العمد المعمول به منذ عام 1896م وهو ألا يقل ما يمتلكه المرشح لهذه الوظيفة من الأرض عن عشرة أفدنة .. وكانت عائلة الجمل من العائلات التي احتفظت بوظيفة عمدة لأنهم كانوا يمتلكون الأرض ولحب الناس لهم وثقتهم فيهم .. ولم تخرج وظيفة العمدة من هذه الأسرة إلا مرة واحدة وهي الفترة التي تولي فيها عمدة لأويش الحجر شكري بك سليمان أبو غنام العمدة بكر الجمل اسمه مركب فهو أبو بكر علي علي الجمل واشتهر بـ بكر الجمل .. ولد في عام 1900م وكبر وترعرع في بيت أبيه علي علي الجمل وكان من الأعيان وقد تزوج أكثر من واحدة وأنجب من الرجال خمسة ليسوا أشقاء فكان كل واحد من امرأة ولكل ولد بنات شقيقات وغير شقيقات وهم : محمد النجولي علي علي الجمل واسمه كان مركبا وكانت أمه من عائلة الشامي وهو والد فضيلة الشيخ عبد الغني النجولي الجمل وأخوته رحمه الله .. ويوسف علي علي الجمل والد العمدة الراحل الحاج محمد يوسف الجمل وأخوته رحمه الله وكانت والدته من عائلة النحاس .. وإبراهيم أفندي الجمل وهو جدي لوالدتي ووالد المهندس عبد المعطي الجمل وكان مقيما بالقاهرة والحاج محمد والحاج فكري وأخوتهم وكانت والدته من نوسا وهي ابنة محمد بك سعيد مدير أمن الدقهلية والشرقية سابقا .. وعبد الله علي علي الجمل والد الراحل محمد عبد الله الجمل وأخوته وكانت أمه من عائلة زايد .. ثم شخصية اليوم بكر علي الجمل و كانت أمه من عائلة دويدار وقد أنجب من الأبناء ثلاثة من الرجال وهم ... الأستاذ جمال بكر مدير الخدمات بالتليفزيون المصري وأخيه الأستاذ جمال بكر وكيل وزارة ومدير عام الشئون القانونية بالتلفزيون المصري سابقا يرحمهما الله .. والأستاذ علي بكر الأستاذ بالتربية والتعليم سابقا .. وأنجب من البنات أربعة .. ومن أحفاده المستشار عبد المطلب نصر عجور .. والأستاذ حازم نصر مدير مكتب أخبار اليوم بالمنصورة .. والأستاذ الدكتور مهندس عابد نصر بكلية الهندسة جامعة المنصورة وقد تربي في بيت كبير كان متعدد الحجرات عاش مع إخوته في هذا البيت رغم تعدد أمهاتهم .. وأوقف والده خمسة أفدنة لله لا تزال موجودة إلي الآن وبني مقرا للعمدة وهي دار كبيرة لا تزال قائمة إلي اليوم بوسط البلد أمام المسجد تولي العمدة بكر الجمل وظيفة عمدة في منتصف الخمسينات بعد وفاة العمدة شكري بك سليمان غنام من دميرة بطلخا وكان ثريا فقد اشتري والده بقريتنا حوالي 200 فدان وكان صديقا لوالد العمدة بكر علي الجمل .. وكان شيخ البلد في ذلك الوقت مع شكري أبو غنام إبراهيم أفندي علي الجمل أخو العمدة بكر وكان لا يحب وظيفة العمدة والحاج عبد اللطيف أبو زيد شيخ البلد الثاني وزوج أخت العمدة بكر الجمل .. ويعتبر شكري أبو غنام العمدة الوحيد الذي تولي عمدة لأويش الحجر من غير أبنائها .. مات فجأة عام 1954م .. ولم يكن إبراهيم أفندي يهوي وظيفة العمدة فتركها لأخيه الأصغر بكر الجمل واحتفظ بوظيفة شيخ البلد لنفسه كان العمدة بكر الجمل من طراز فريد يختلف عن الآخرين بمميزات الشخصية القيادية المتفردة بكل مقومات القائد .. فقد كان يتمتع بالذكاء الاجتماعي له دائرة كبيرة من المعارف يعرف مفتاح كل شخصية .. حازما .. له صوت جهوري.. له صلة وثيقة بالمسئولين علي مستوي المركز والقسم والمحافظة والوزارة وكان له علاقة بفؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية فكان سراج الدين يقول له يا خال .. لكني لا أعلم بالضبط ما هي درجة القرابة .. أم أن والدة سراج الدين من عائلة الجمل .. لكن ما يهمنا أن العلاقة كانت قائمة بينهما وقد روي لي من بعض المعمرين ذو الصلة بالعمدة أنه ذهب إلي سراج الدين يوما فمنعه سكرتير مكتبه من الدخول حتى يستأذن له فرفع صوته عليه فخرج سراج الدين من مكتبه علي صوت العمدة فهو يعرفه وقال اتركه يا زير ( السكرتير ) تفضل يا خال .. فقال له وكمان اسمك زير أعوذ بالله يا أخي اختار واحد كويس . كان زائع الصوت له شهرة كبيرة لا تنزل بلدا ولا ترحل إلي مكان إلا وكان اسمه يسبقك .. لذلك اختير رئيسا لعمد مركز المنصورة .. ومما روي أن أحد الضباط منعه من الدخول إلي مأمور المركز .. فما كان منه إلا أن نقله من المركز وقيل أنه صفع الضابط بالألم ثم نقله كان لا يسير إلا في المقدمة فلا يجرأ أحد أن يسير أمامه أو يتقدم عليه وكان لا يمر بطريق إلا ويقف الناس له ومما أذكره في هذا المقام أنه مر بنا يوما ونحن نلعب ونحن أطفال فقررنا ألا نقف وتظاهرنا بأننا منشغلين باللعب .. وبفراسته علم المؤامرة وقبل أن يصل إلينا رفع صوته وألقي علينا السلام ( سلام عليكم يا ولاد ) فما كان منا إلا أن وقفنا وقمنا نسلم عليه واحدا .. واحدا نقبل يده .. وكان من عادته أن يسأل أنت ابن مين ؟ فقلت له فلان وهو أخو جدي وكنت أناديه أنا بنفس اللقب هكذا تعلمنا .. فقال سلم علي والدتك .. فيه حد مزعلك ولا حاجه ؟ فقلت لا .. فسلم ومضي .. وهو يقول عايزين حاجة يا أولاد ؟ وكان يذهب إلي معهد المنصورة الأزهري يطمئن علي الطلاب بصحبة شيخ المعهد ويمر علي الفصول .. ويسأل أين طلاب أويش الحجر ؟ فيقف الطلاب ثم يسألهم عن أحوالهم .. ويستفسر عما إذا كان هناك من يسبب لهم مشاكل ويخرج المحفظة ويسأل فيه حد عايز فلوس ولا حاجة .. ويضع الحلول لهم إذا وجدت .. وهذا كان يعطيه الشهرة وحب الناس له . وكان شديدا مع الخارجين علي القانون .. فكان يعاقبهم بالحبس المؤقت بمقر العمودية ( المضيفة ) كما كانت تسمي .. وكان يوجد غرفة مخصصة لذلك وكان يضرب المخالفين وتعليقهم في الفلكة حتى يرد الحقوق إلي أصحابها .. وكان يفرض علي المخطئ ما يعرف بـ ( العتب ) وهو غرامة مالية حتى لا يعود إلي الخطأ ثانية .. وكان كل واحد يخشي الدخول عليه .. ولم تكن هناك حالا ت يعصي عليه حلها .. ومما يروى أن أخيه إبراهيم أفندي شيخ البلد كان يحل مشكلة فسمع صوت شيخ البلد يرتفع فدخل العمدة .. وقال فيه أيه يا إبراهيم أفندي .. قال : الأولاد دول مش عايزين يصطلحوا .. فنادي علي غفيره الخاص وكان الحاج محمد بدر وقال أحضر عريضة من الحاج حسان والله ما أنتم نايمين الليلة في البيت فقاموا يقبلون يديه وقبلوا الصلح بعد أن فرض عليه غرامة مالية . كان يعمل رحمه الله علي حل جميع مشاكل القرية علي كل المستويات .. وكان يقوم بتوظيف أبنائها في الوظائف العامة للدولة لصلته القوية بالمسئولين .. ويخدم الكبير والصغير فنال احترام وحب أبناء هذا البلد الكريم .. وجعل للقرية صوتا عاليا بين القرى المجاورة وكنت حينما أتعرف ببعض زملاء العمل من البلاد الأخرى يقولون لي من بلد العمدة بكر .. كان يذكرني بالشيخ عبد الله البلتاجي الذي نشر اسم قريتنا باسم القرآن . كان لا يترك عزاء في القرى المجاورة إلا ذهب لأداء واجب العزاء لذلك كان معروفا ومحبوبا .. وكان لا يذهب إلا بوفد من القرية فإذا حضر قام الناس جميعا تفضل يا شيخ بكر .. ويفسحون له الطريق .. تفضل يا حضرة العمدة .. حتى أن البعض كان يستغرب لماذا .. هذا الترحيب الكبير لهذا الرجل .. وكان من لا يعرفه يخاف فيقف ويعظم له .. وهو العمدة الوحيد الذي كان مأمور المركز يقوم ويقابله خارج حجرته حتى يجلسه .. ومما يروى عنه أنه كان في وفد من القرية ليؤدي واجب العزاء .. وشعر بأن البعض يمكن أن يتمرد عليه ولكي يضمن أن يسير الكل بأمره وتحت لوائه جمع منهم النقود بحجة أنه لا يصح أن يقوم كل واحد يحاسب لنفسه ونظهر بمظهر غير لائق فأنا سأقوم بالحساب والآخر نتحاسب .. وفعلا بدأ البعض يقلق ويقول أنا أريد أن أعود للقرية خلاص يا حضرة العمدة .. فقال له اجلس .. فجلس الرجل لا لشيء إلا أنه لا يملك أجرة الرجوع .. وكان الوفد بذلك طوع إرادته يمين .. يمين .. أو شمال .. شمال وهذا ذكاء منه رحمه الله . وفي العام 1965م مرض الرجل وتوفاه الله عن عمر 65 سنة حفظ فيها كرامة البلدة وحفظ الأمن بها ورفع صوت قريته عاليا بين البلدان وأذكر ذلك اليوم حيث نصب سرادق كبير امتد من بيت الحاج شكري الرشيدي عند الصيدلية الموجودة الآن في منزل وسط البلد حتى شارع دياب وتجمع المعزون من كل البلدان فكانت أكبر جنازة تشييع لعمدة في حياتي فكان الجسمان في المسجد والناس والمشيعون قد وصلوا إلي المقابر لمسافة أكثر من كيلو متر .. فلم أري جنازة أكبر منها كما أني شهدت جنازة جمال عبد الناصر فدائما كنت أقارن أن هناك جنازتين كبيرتين جنازة العمدة وجنازة جمال رحم الله الرجل وطيب ثراه كان فخرا للقرية وأبنائها وإلي لقاء قادم لكم مني أطيب المنى بقلم : علاء الدين الجمل الاثنين 25 يوليو 2011م
يوميات علاء الدين (10) العمدة بكر (عمدة أويش الحجر)